تعجلوا عليه فانه سيظهر لأصحابه بعض ما عنده. فما لبث المبرقع ان حمل ، فقال رجاء لأصحابه : افرجوا له. فأفرجوا له ، ثم حمل ثانية. فقال رجاء : افرجوا له ، فاذا اراد الرجوع فحولوا بينه وبين ذلك وخذوه. فافرجوا له ، ففعل ذلك ، واحاطوا به فانزلوه عن دابته ، واسره رجاء وحمله الى الخليفة بسامرا (١).
ولما قدم رجاء بأبى حرب على المعتصم بالله عاتبة على تلكؤه في حربه. فاوضح رجاء للخليفة ان سبب ذلك هو قلة جنده وكثرة اتباع المبرقع ، وكلهم من حراثي تلك الناحية ، ولذلك فقد تمهل حتى قل عدد اتباعه لما انصرف أكثرهم الى عملهم في المزارع ووجد الفرصة لحربه والتغلب عليه (٢).
ويستدرك الطبري فيقول ان هناك من يزعم بان خروج المبرقع اليماني كان في سنة ٢٢٦ ه بالرملة ، وقالوا انه سفياني. فصار في خمسين ألفا من أهل اليمن وغيرهم. وقد ناصره ابن بيهس وآخران معه من رجال دمشق. فسار اليهم رجاء الحضاري وواقعهم بدمشق فتغلب عليهم واخذ ابن بيهس اسيرا. ثم اتجه الى مقاتلة أبي حرب ، فقتل عددا كبيرا من أصحابه وأسره وحمله الى سر من رأى ، حيث جعل هو وابن بيهس في المطبق (٣).
وما ذكره ابن خلدون يقرب مما استدركه الطبري ، اذ جاء فيه ، انه بينما كان رجاء وجيشه يعسكرون قبالة اصحاب المبرقع ينتظرون أوان الزراعة ، توفى المعتصم بالله. وكانت الفتنة قد ثارت بدمشق ، فأمر الواثق بالله رجاء ان يقضي على هذه الفتنة أو لا ثم يعود لحرب المبرقع. ففعل رجاء بأمر الواثق بالله فقاتل ثوار دمشق وهزمهم ، واصلح أمر دمشق ، ورجع الى قتال المبرقع فاخذه
__________________
(٢١) الطبري ٩ / ١١٧ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٢٧.
(٢٢) الطبري ٩ / ١١٧.
(٢٣) نفس المصدر / ١١٨.