وكان المغني أحمد بن يحيى المكي يحضر مجلس المعتمد على الله مع المغنين ويغني مرتجلا. فيوقع بقضيب على دواة ، أي انه يضبط وزن غنائه بضرب قضيب على دواة ، وكلاهما من معدن (١).
ويقال ان المعتمد على الله اصطبح يوما واقترح ان يغنى بشعر أبي نواس :
يا كثير النوح في الدمن |
|
لا عليها بل على السكن |
سنة العشاق واحدة |
|
فاذا احببت فاستكن |
فلم يزل يغني به يومه ، ثم اشتكى جوفه ومات في ليلته (٢)
وقد نادم المعتمد على الله عدد من الندماء منهم ابن خرداذبة أبو القاسم عبيد الله بن احمد ، وكان قد تولى البريد في اقليم الجبال ، فنادم الخليفة واختص به (٣). وهو صاحب كتاب المسالك والممالك. وكنا ذكرنا شيئا عن سيرته في موضوع الجغرافية واشرنا الى ان تصنيفة كتابه المذكور كان استجابة لسؤال المعتمد على الله عن مسالك الأرض وممالكها وصفاتها ، وبعدها وغامرها (٤).
ونادم المعتمد على الله أيضا أبو الحسن احمد بن جعفر الملقب ب «جحظة» وهو شاعر مطبوع واديب بارع ، حاذق في صنعة الغناء على الطنبور. ألف كتابا عن المعتمد على الله ، اشبه بالمذكرات ، سماه «كتاب ما شاهده من أمر المعتمد» (٥). وكان جحظة ينظم الشعر ويلحنه ويغنيه. وكان عظيم الجثة فاذا قام الخليفة ورجع ،
__________________
(٥٥) الديارات هامش ص / ١٥٤.
(٥٦) الهفوات النادرة / ٥٠.
(٥٧) الفهرست / ٢١٨.
(٥٨) المسالك والممالك / ٣.
(٥٩) الفهرست / ٢١٤.