قام الندماء ، ونام هو ، وقال هذا عوض القيام ، لأنه لا يقدر عليه (١). ومع قبح منظره وجحوظ عينيه كان أطيب الناس غناء ، واحسنهم مجالسة ، وفيه قال ابن الرومي (٢) :
نبئت جحظة يستعير جحوظه |
|
من فيل شطرنج ومن سرطان |
يا زحمتي لمنادميه تحملوا |
|
ألم العيون للذة الآذان |
وكان للمعتمد على الله شعر جيد ، وشعر غير موزون. وربما قال الأبيات فيصح بعضها ويفسد باقيها. وذكر له الشابشتي بعضا من اشعاره (٣). ويبدو ان المعتمد على الله كان يعتز بهذه الابيات القليلة التي يقولها من الشعر ، اذ اتخذ له وراقا يكتب شعره بماء الذهب (٤). وقد وجدت في عهد المكتفي بالله الذي تولى الخلافة في سنة ٢٨٩ ه رقاع ملفوفة فيها اشعار للمعتمد على الله مكتوبة بالذهب (٥). ومما ذكره له الشابشتي قوله (٦) :
أصبحت لا أملك دفعا لما |
|
اسام من خسف ومن ذلة |
تمضى أمور الناس دوني ولا |
|
يشعر بي في ذكرها قلة |
اذا اشتهيت الشيء ولو به |
|
عني ، وقالوا : ها هنا علة |
__________________
(٦٠) الديارات / ٢٦.
(٦١) الملح والنوادر / ١٩٨.
(٦٢) الديارات / ٩٨ ـ ١٠٦.
(٦٣) تاريخ الخلفاء / ٣٦٨.
(٦٤) الديارات / ١٠٠.
(٦٥) الديارات / ١٠١ ، ويقول الحصري ان المعتمد على الله قال هذا الشعر او قيل على لسانه ـ جمع الجواهر / ١٥٧.