قالت بدعة جارية عريب ، وكانت مثلها أديبة مغنية ، ان المعتمد على الله كان يوجه ما ينظم من الشعر الى عريب لتصوغ له الالحان المناسبة ، فكانت تقول : ويلي كم أغنى في حروف ألف ، با ، تا (١)؟
ويبدو ان المعتمد على الله كان معجبا بغناء عريب وألحانها ، رغم تقدمها في العمر ، فأمر أحد ندمائه ان يجمع غناءها. فأخذ هذا منها دفاترها وصحفها ، وكانت قد جمعت فيها غناءها ، وهو في ألف صوت (٢).
ومن المغنين الذين غنوا للمعتمد على الله أبو حشيشة ، فقد غنى يوما بين يديه :
حرمت بذل نوالك |
|
واسوءتا من فعالك |
لما ملكت وصالي |
|
أيستني من وصالك |
فوهبه مائتي دينار. وقال أبو حشيشة : كان المعتمد على الله يشتهى على أن أغنيه هذا الصوت (٣) :
قلبي يحبك يا منى |
|
قلبي ويبغض من يحبك |
لأكون فردا في هوا |
|
ك فليت شعري كيف قلبك |
__________________
(٥٢) الديارات / ١٠٠.
(٥٣) الاغاني ٢١ / ٥٥.
(٥٤) نهاية الارب ٥ / ٣٦ ـ ٣٧.