وعند ما خلع المعتز بالله من الخلافة وقتل رثاه بعض الشعراء. وقد ذكر المسعودي مقاطع من بعض القصائد التي قيلت في ذلك ، منها قول أحدهم (١) :
أصبحت مقلتي تسح الدموعا |
|
اذ رأت سيد الانام خلوعا |
لهف نفسي عليه ما كان اعلا |
|
وأسراه تابعا متبوعا |
الزموه ذنبا عن غير جرم |
|
فثوى فيهم قتيلا صريعا |
وبنو عمه وعم أبيه |
|
أظهروا ذلة ، وابدوا خضوعا |
ما بهذا يصح ملك ، ولا يغزى |
|
عدو ولا يكون جميعا |
٤ ـ المهتدي بالله :
كان المهتدي بالله حين ولى الخلافة قد اطرح الملاهي وحرم الغناء والشراب. وأمر باخراج المغنين والقيان المغنيات والراقصات من سامرا (٢). ولم يعقد من المجالس سوى جلوسه لرد المظالم ، وقد أشرنا الى ذلك في سيرته. وجلس المهتدي يوما للمظالم فاستعداه رجل على ابن له. فأمر باحضاره ، فاحضر واقامه الى جنب الرجل. فسأله عما ادعاه عليه فأقر به ، فامره بالخروج له من حقه ، وكتب له بذلك كتابا. فلما فرغ قال الرجل : والله يا أمير المؤمنين ما أنت الا كما قال الشاعر :
__________________
(٤٤) مروج الذهب ٤ / ١٧٩.
(٤٥) الكامل ٧ / ٢٣٤ ، وتاريخ بغداد ٣ / ٣٥٠ ، والفخري / ٢٢٣.