حكمتموه فقضى بينكم |
|
أبلج مثل القمر الزاهر |
لا يقبل الرشوة في حكمه |
|
ولا يبالي غبن الخاسر |
فقال له المهتدي بالله : أما أنت أيها الرجل فأحسن الله مقالتك ، وأما أنا فما جلست هذا المجلس حتى قرأت في المصحف «ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال جبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين» (١) الا انه لم تطل مدته اذ اشتد الصراع بينه وبين القواد الأتراك ، فانتهى به الامر الى القتل. وكان البحتري قد امتدحه في خلافته بعدة قصائد ، منها تلك التي يشيد فيها بدرعه وتقواه ، وقوة عزيمته في مجابهة المشاكل التي كانت تواجهه ، وسعيه ليسود العدل والأمن في الدولة العربية. منها قوله(٢) :
بارك الله للخليفة في الملك |
|
الذي حازه له المقدار |
رتبة من خلافة الله قد طا |
|
لت بها رقبة له وانتظار |
طلبته فقرا اليه ، وما كان |
|
ن به ساعة اليها افتقار |
أخذ الأولياء اذ بايعوه |
|
بيدي مخبت عليه الوقار |
وتجلى للناظرين أبي |
|
فيه عن جانب القبيح ازورار |
__________________
(٤٦) تاريخ بغداد ٣ / ٣٤٩ ، والاية في سورة الانبياء : ٤٧.
(٤٧) ديوان البحتري ٢ / ٨٥٢ ـ ٨٥٦.