وان كنت عذبتني |
|
بانك لا تسمح |
فاصبحت ما بين ذي |
|
ن لي كبد تجرح |
على ذاك يا سيدي |
|
دنوك لي أصلح |
ثم قال للمغنين غنوة. فجعلوا يفكرون ، فقال السليمان بن القصار الطنبوري : ويلك ألحان الطنبور أصلح وأخف فغن فيه أنت ، فغناه فيه لحنا. فدفع اليه دنانير الخريطة ـ وهي مائة دينار مكية ، ومئتان ، مكتوب على كل دينار منها «ضرب هذا الدينار بالجوسق لخريطة أمير المؤمنين المعتز بالله (١).
وخرج المعتز بالله يوما الى دير مرمار تلبية لدعوة راهب الدير الذي قام بما يحتاجه موكب الخليفة ومجلسه. وجاء بأولاد النصارى فخدموا المجلس أحسن خدمة. فسر المعتز بالله سرورا عظيما ، ووصل الراهب صلة سنية. ثم اعتاد الخروج الى هذا الدير بين حين وآخر(٢).
كان المعتز بالله يقول الشعر احيانا ، لا سيما في مجالسه الغنائية كما أشرنا آنفا. وعند ما تمت له البيعة قال (٣) :
توحدني الرحمن بالعز والعلا |
|
فأصبحت فوق العالمين أميرا |
ويقول أبو الفرج ان بنانا المغني أضاف الى هذا البيت بيتا آخر ، وجعل المخاطبة عن نفسه للمعتز بالله ولحنه وغناه اياه :
__________________
(٣٣) الاغاني ٩ / ٣١٩ ـ ٣٢٠ ، والديارات / ١٦٧ ـ ١٦٨.
(٣٤) الاغاني ٩ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ ، والديارات / ١٦٥.
(٣٥) الاغاني ٩ / ٣٢٢.