حتى متى يا حبيب النفس تمطلني |
|
وقد قمرتك مرات فلم تف لي |
وطلب الى عريب المغنية ان تغنيه ، فلحنته وغنته :
وشرب المعتز بالله في مجلس عقده ببستان مملوء من زهر النمام وبينه شقائق النعمان. فدخل اليه يونس بن بغا ، صديقه وألفه ، وعليه قباء أخضر ، فقال (١) :
شبهت حمرة خده في ثوبه |
|
بشقائق النعمان في النمام |
وقال لجلسائه ومغنيه : اجيزوا. فانبرى بنان المغني فقال :
والقد منه اذا بدا في قرطق |
|
كالغصن في لين وحسن قوام |
فأمره المعتز بالله ان يغني فيه. فصنع فيه لحنا وغناه.
واستدعى المعتز بالله يوما عبيد الله بن عبد الله ، وطلب اليه المقام عنده بسامرا ، وقال عبيد الله ان المعتز بالله أرسل الى شارية المغنية ان تخرج فتعاللت عليه ، فقال : عندي من يحب ان يسمعك ، واحب لك وله ذلك ، ولا بد من حضورك. فخرجت فجلست خلف الستارة ، ثم قالت : لو لا الزائر ما جئنا ، ثم غنت الصوت الآتي (٢) :
غشيت المنازل بالأنعم |
|
كمنعرج الوشم في الأعصم |
ثم غنت بعده :
لقد راعني للبين صوت حمامة |
|
على غصن بان جاوبتها حمائم |
__________________
(٣٠) الاغاني ٩ / ٣١٨ ـ ٣١٩.
(٣١) الديارات / ١١٠ ـ ١١١.