٣ ـ المعتز بالله والشعر والغناء :
بعد ان بويع المعتز بالله بالخلافة دخل في حرب مع المستعين بالله استمرت ما يقرب من السنة. وما أن انتهت الحرب حتى بدأ النزاع بينه وبين القواد الاتراك. وكانت الحرب قد استنزفت مالية الدولة واضعفت اقتصادها ، فلم تعد ايرادات بيت المال تفي بنفقات الجند الأتراك ، مما اثارهم عليه فاشتد صراعهم معه. على ان هذه الظروف العسيرة لم تمنع المعتز بالله من ان يغتنم الفرصة ليجلس الى ندمائه ويستمع الى شيء من الغناء ، والى اشعار بعض الشعراء.
كان للمعتز بالله بعض المعرفة بصنعة الغناء ، وقد ذكر ابو الفرج في الفصل الذي عقده عن اغاني الخلفاء واولادهم ان المعتز بالله لحن الشعر التالي وغناه (١).
لعمري لقد اصحرت خيلنا |
|
باكناف دجلة للمصعب |
فمن بك منا يبت آمنا |
|
ومن يك من غيرنا يهرب |
وانه كان ينظم شعرا ويلحنه ، أو يتركه لمغنين آخرين. فقد انشد لنفسه يوما بعض الأبيات ، منها قوله (٢) :
اني قمرتك يا سؤلي ويا أملي |
|
أمرا مطاعا بلا مطل ولا علل |
__________________
(٢٨) الاغاني ٩ / ٣٠٥ ، والشعر لعدي بن الرقاع قاله في الوقعة التي كانت بين الخليفة عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير بطسوج مسكن بالعراق ، وقتل فيها مصعب.
(٢٩) الاغاني ٩ / ٣١٨.