فازاله المقدور من رتب العلا |
|
فثوى بواسط لا يحس رجوعا |
وقد اكثر الشعراء القول عند ما خلع المستعين بالله نفسه وبايع للمعتز بالله ، وكلها تؤكد ضعفه واستسلامه لتسلط الأتراك ، وتظهر الارتياح لخلافة المعتز بالله. فقد قال البحتري يمتدح الخليفة المعتز بالله ويهجو المستعين بالله عند نفيه الى واسط بعد ما اضطر على التنازل عن الخلافة ، منها قوله (١) :
ألا هل اتاها أن مظلمة الدجى |
|
تجلت وأن العيش سهل جانبه |
وأنا رددنا المستعار مذمّا |
|
على أهله ، واستأنف الحق صاحبه |
عجبت لهذا الدهر أعيت صروفه |
|
وما الدهر الا صرفه وعجائبه |
متى أمل الدياك ان تصطفى له |
|
عرى التاج أو تثنى عليه عصائبه |
فكيف أدعى حق الخلافة غاصب |
|
حوى دونه ارث النبي أقاربه |
بكى المنبر الشرقي اذ خار فوقه |
|
على الناس ثور قد تدلت غباغبه |
الى أن يقول :
ولم يكن المعتز بالله اذ سرى |
|
ليعجز و (المعتز بالله) طالبه |
__________________
(٢٧) ديوان البحتري ١ / ٢١٣ ـ ٢١٨.