تسقى مشعشعة كأن شعاعها |
|
نار تشب لبائس مستقبس |
فسمعه المنتصر بالله ولم يصله بشيء (١). ويظهر انه لم يكن مقريا اليه. فقد روى أحمد بن المرزبان ، صاحب المنتصر بالله ونديمه ، ان عبد الله جاءه مرة يسأله في عرض رقعة له على الخليفة ، فعرضها ، وتردد المنتصر بالله في اجابته الى طلبه ، حتى كلمه ابن المرزبان فيه ، فأمر بقضائها (٢).
وغنى بنان بن عمرو بين يديه شعرا لمروان بن أبي حفصة هو :
هل تطمسون من السماء نجومها |
|
بأكفكم أو تسترون هلالها |
فقال له المنتصر بالله : اياك ان تغني بحضرتي في هذا الصوت واشباهه ، فما أحب أن أسمع أشعار آل أبي حفصة (٣). وحاول مروان ان يترضى المنتصر بالله فاستأذنه للدخول عليه ، فقال : والله لا اذنت للكافر ابن الزانية ، قولوا له لا وصلت الي أبدا. فلما بلغ هذا القول ابن أبي حفصة عمل الشعر الآتي :
لقد طال عهدي بالامام محمد |
|
وما كنت أخشى أن يطول به عهدي |
فاصبحت ذا بعد وداري قريبة |
|
فيا عجبا من قرب داري ومن بعدي |
رأيتك في برد النبي محمد |
|
كبدر الدجى بين العمامة والبرد |
__________________
(١٢) الاغاني ١٩ / ٢٣٧.
(١٣) نفس المصدر.
(١٤) الاغاني ٩ / ٣٠٥.