ويعزو ابو المحاسن غضب المعتصم بالله على الافشين الى عداوته لعبد الله بن طاهر ولأحمد بن ابي دواد ، فعملا عليه ونقلا عنه انه يكاتب مازيار ، ويقول ان المعتصم بالله تأكد من ذلك من كاتب الافشين الذي اعترف بانه كتب الى مازيار يأمر الافشين يقول له «لم يبق غيري وغيرك وغير بابك الخرمي ، وقد مضى بابك ، وجيوش الخليفة عند ابن طاهر ، ولم يبق عند الخليفة سواي ، فان هزمت ابن طاهر كفيتك أنا المعتصم بالله ، ويخلص لنا الدين الابيض ـ يعني المجوسية ـ وكان الافشين يتهم بها» (١).
ويقول شمس الدين الذهبي ان سبب غضب المعتصم بالله على الافشين انه اتهم بعبادة صنم ، وكان اقلف ، ثم يقول : وخافه أيضا (٢).
وقيل ان احمد بن أبي دواد وجد على الافشين لكلام بلغه عنه ، فاشار على المعتصم بالله بان يجعل الجيش نصفا مع الافشين ونصفا مع أشناس. ففعل الخليفة ذلك ، فوجد الافشين من هذا الاجراء باعتباره يقلل من أهميته كقائد عام للجيش ، وطال حزنه واشتد حقده. فقال ابن ابي دواد للمعتصم بالله : ان أبا جعفر المنصور استشار أنصح الناس عنده في أبي مسلم فكان جوابه ان قال : يا أمير المؤمنين ان الله تعالى يقول «لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا» (٣) فقال له المنصور : حسبك ، ثم قتل أبا مسلم. فقال المعتصم بالله : حسبك انت أيضا يا أبا عبد الملك ، ثم وجه الى الافشين فقتله (٤).
وجاء في الهفوات النادرة ان الافشين رأى في منامه قبل ان يسخط عليه المعتصم بالله رؤيا افزعته ، فبعث الى مفسر ليفسرها له.
__________________
(١١٢) النجوم الزاهرة ٢ / ٢٤٢.
(١١٣) كتاب دول الاسلام ١ / ٩٨.
(١١٤) سورة الانبياء ، الاية : ٢٢.
(١١٥) الاخبار الطوال / ٣٤١.