ويشرب حتى اتكأ ، ثم قال للفتح : بحياتي أدفع اليه الساعة ألف دينار ، وخلعة تامة ، وأحمله على شهري فاره بسرجه. فانصرفت بذلك جميعا (١).
٥ ـ المتوكل على الله وجواريه المغنيات :
عرف المتوكل على الله بكثرة جواريه ، الا انه اختص ببعضهن ممن امتزن بجمال فائق ، أو أدب بارع ، أو غناء جميل. وكانت محبوبة من جواريه المفضلات لديه. وهي من مولدات البصرة وكانت شاعرة مطبوعة سريعة الخاطر ، وجميلة تغني غناء مقبولا. وقد أهداها عبد الله بن طاهر الى الخليفة المتوكل على الله في جملة من الجواري. فصارت أقرب جواريه الى نفسه فكان يجالسها أو يجلسها خلف الستارة اذا جلس مجلس شراب.
قال المتوكل على الله يوما لشاعره علي بن الجهم انه دخل على زوجته قبيحة فوجدها قد كتبت اسمه على خدها بغالية المسك ، وطلب اليه ان يصف ذلك شعرا ، وكانت محبوبة حاضرة. فدعا ابن الجهم بدواة واخذ يفكر فيما يقول. فانبرت تقول على البديهة :
وكاتبة بالمسك في الخد جعفرا |
|
بنفسي محط المسك من حيث أثرا |
لئن كتبت في الخد سطرا بكفها |
|
لقد اودعت قلبي من الحب اسطرا |
فيا من لمملوك لملك يمينه |
|
مطيع له فيما أسر وأظهرا |
__________________
(٨٥) الاغاني ١٤ / ٢١٣.