وغاضبت قبيحة المتوكل على الله وهاجرته. فجلس مجلسا للغناء ، وحضر الجلساء والمغنون وفيهم عبد الله بن العباس الربيعي ، وكان قد عرف الخبر فقال هذا الشعر وغنى فيه(١) :
لست مني ولست منك فدعني |
|
وامض عني مصاحبا بسلام |
لم تجد علة تجني بها الذن |
|
ب فصارت تعتل بالأحلام |
فاذا شكوت ما بي قالت |
|
قد رأينا خلاف ذا في المنام |
فطرب المتوكل على الله وأمر له بعشرين ألف درهم ، وقال له : ان في حياتك يا عبد الله لأنسا وجمالا وبقاء للمروءة والظرف. وفضله على بقية المغنين عند ما غناه ذات يوم :
أحب الينا منك دلا وما يرى |
|
له عند فعلي من ثواب ولا أجر |
فطرب وقال له : أحسنت والله يا عبد الله ، أما والله لو رآك الناس كلهم كما أراك لما ذكروا مغنيا سواك أبدا (٢).
ودخل عبد الله الى المتوكل على الله في أواخر شعبان ، فانشده :
عللاني نعمتما بمدام |
|
واسقياني من قبل شهر الصيام |
حرم الله في الصيام التصابى |
|
فتركناه طاعة للأمام |
__________________
(٧٠) نفس المصدر ١٩ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨.
(٧١) نفس المصدر ١٩ / ٢٥٢.