وكان عبد الله بن العباس الربيعي الشاعر المغني من المقربين الى المتوكل على الله وقد بره ووصله كثيرا. قال عبد الله : سمع المتوكل على الله لحني في شعري الذي امتدحته فيه (١) :
الا اصبحاني يوم السعانين |
|
من قهوة عتقت بكركين |
عند اناس قلبي بهم كلف |
|
وان تولوا دينا غير ديني |
قد زين الملك جعفر وحكى |
|
جود ابيه وبأس هارون |
وأمن الخائف البرى كما |
|
أخاف أهل الالحاد في الدين |
فدعاني ، فلما جلست في مجلس المنادمة طلب الي أن أغنيه هذا الصوت. فغنيته ، فقال لي : يا عبد الله أين غناؤك في الشعر في أيامي هذه من غنائك في :
أماطت كساء الخز عن حر وجهها |
|
وأدنت على الخدين بردا مهلهلا |
ومن غنائك :
أقفر بعد خلة سرف |
|
فالمنحنى فالعقيق فالجرف |
ومن سائر صنعتك المتقدمة التي استفرغت محاسنك فيها.
فقلت له : يا أمير المؤمنين اني كنت اتغنى في هذه الأصوات ولي شباب وطرب وعشق ، ولورد علي لغنيت مثل ذلك الغناء. فاستحسن قولي وأمر لي بجائزة (٢).
__________________
(٦٨) الاغاني ١٩ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧.
(٦٩) الاغاني ١٩ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧.