احضاره الى سامرا. فلما دخل عليه رحب به واجلسه أمام سريره على مخدة اكراما له وتقديرا لمنزلته. فغناه اسحاق بشعره (١) :
ما علة الشيخ عيناه باربعة |
|
تغر ورقان بدمع ثم ينسكب |
فطرب المتوكل على الله وأمر له بمائة ألف درهم.
وخرج المتوكل على الله يوما الى رقة بوصرا من قرى بغداد ، وكان يستطيبها لكثرة طيورها المغردة ، وكان معه اسحاق الموصلي فغناه :
أأن هتفت ورقاء في رونق الضحى |
|
على فنن غض الشباب من الرند |
بكيت كما يبكي الحزين صبابة |
|
وشوقا وتابعت الحنين الى نجد |
فسر الخليفة وقال له : يا اسحاق هذه اخت فعلتك مع الواثق بالله لما غنيته :
طربت الى الاحيبية الصغار |
|
وذكرني الهوى قرب المزار |
فكم اعطاك لما اذن لك بالانصراف الى أهلك؟ قال : مائة ألف درهم. فأمر له بمثلها واذن له بالانصراف. وكان هذا آخر عهده به ، اذ توفى اسحاق بعد ذلك بشهرين. ولما بلغ المتوكل على الله خبر نعيه حزن عليه وقال : ذهب صدر عظيم من جمال الملك وبهائه وزينته.
__________________
(٦٧) الاغاني ٥ / ٤١٤ ، ونهاية الارب ٥ / ٨ ـ ٩ وفيه ان الخليفة أمر له بمائة ألف دينار.