ان الزمان بزحل كان يطلبنا |
|
ما كان أغفلنا عنه واسهانا |
مالي وللدهر قد اصبحت همته |
|
مالي وللدهر ما للدهر لا كانا |
٤ ـ المتوكل على الله ومجالسه الغنائية :
نهج المتوكل على الله مع المغنين نهج أبيه وأخيه ، فرعى أرباب الموسيقى والغناء واغدق عليهم ، وشجعهم على الارتقاء بهذا الفن الذي تهفو اليه الأرواح وتطيب له النفوس. وقد ألف له حسن بن موسى النصبي كتاب الاغاني ، ذكر فيه أشياء لم يذكرها اسحاق الموصلي وعمرو بن بانة في كتابيهما ، وضمنه كل طريف وغريب من الأغاني وأسماء المغنين والمغنيات قبل الاسلام وبعده (١). وكان بنان ضارب العود وزنام الزامر لا نظير لهما في فنهما ، واذا ما اجتمعا على الضرب والزمر احسنا وفتنا واعجبا ، وقد انقطعا الى المتوكل على الله لا يغيبان عن مجلس غنائه ، وكان لا يشرب الا على سماعهما ، وفيهما قال البحتري (٢) :
هل العيش الا ماء كرم مصفق |
|
يرقرقه في الكأس ماء غمام |
وعود بنان حين ساعد شدوه |
|
على نغم الالحان ناي زنام |
وكان المتوكل على الله ، رغم سرعة تبدل مزاجه ، محبا للغناء مشوقا الى سماعه. ويظهر انه كان يود لو انه يحسن التلحين والغناء مثل أخيه الواثق بالله ، الا انه لم تكن له تلك القابلية. قال
__________________
(٦٣) الفهرست / ٢١٤.
(٦٤) ثمار القلوب / ١٥٥.