النفقات في عهد المتوكل على الله (١). وكان الخليفة معجبا باسلوبه في الكتابة وبمعانيه في الشعر ، فشمله برعايته وجعله من ندمائه. ومن بديع شعر ابراهيم الصولي في المتوكل على الله ما قاله يوم عقد الخليفة ولاية العهد لأوليائه الثلاثة ، وقد استأذنه في الانشاد فاذن له فقال(٢) :
أضحت عرى الاسلام وهي منوطة |
|
بالنصر والاعزار والتأييد |
بخليفة من هاشم وثلاثة |
|
كنفوا الخلافة من ولاة عهود |
قمر توافت حوله اقماره |
|
فحففن مطلع سعده بسعوده |
رفعتهم الأيام وارتفعوا به |
|
فسعوا باكرم انفس وجدود |
فاستحسن المتوكل على الله ذلك منه وأمر له بمائة ألف درهم. وكان من الشعراء البارزين في ايام المتوكل على الله الشاعر الخليع الحسين بن الضحاك بن ياسر. الا انه كان قد تقدم به العمر وضعف بصره. وكان المتوكل على الله معجبا بشعره ، وقال عنه مرة : هو عندي أشعر أهل زماننا واملحهم مذهبا واظرفهم نمطا (٣). فطلب اليه ان يلازمه وينادمه ، فلم يستطع لكبر سنه. وقد بلغ الحسين ان أحد جلساء الخليفة قال عنه : هو يطيق الذهاب الى القرى والمواخير والسكر فيها ويعجز عن خدمة الخليفة. فرفع الى ابن حمدون نديم الخليفة بابيات وسأله ان يوصلها اليه. فلما أوصلها ابن حمدون قال للخليفة : ان لو أطاق خدمة امير المؤمنين
__________________
(٥٤) الطبري ٩ / ١٦٢.
(٥٥) الاغاني ١٠ / ٦٤ ـ ٦٥.
(٥٦) الاغاني ٧ / ١٧٠.