وعند ما قتل المتوكل على الله رثاه بقصيدة طويلة وصديقه الفتح بن خاقان ، جاء في آخرها قوله (١) :
صريع تقاضاه السيوف حشاشة |
|
يجود بها والموت حمر اظافره |
أدافع عنه باليدين ، ولم يكن |
|
ليثنى الاعادي اعزل الليل حاسره |
ولو كان سيفي ساعة القتل في يدي |
|
درى القاتل العجلان كيف أساوره |
حرام علي الراح بعد أو أرى |
|
دما بدم يجري على الارض مائره |
وهل يرتجى ان يطلب الدم واتر |
|
يد الدهر ، والموتور بالدم واتره |
أكان ولي العهد أضمر غدرة |
|
فمن عجب ان ولي العهد غادره |
فلا ملي الباقي تراث الذي مضى |
|
ولا حملت ذاك الدعاء منابره |
أما الشاعر ابو الحسن علي بن الجهم بن بدر السامي فقد قربه المتوكل على الله واتخذه نديما. وقد مدحه ابن الجهم بعديد من القصائد ، منها تلك التي استبشر بها بتوليه الخلافة ، وفيها يقول (٢) :
قالوا أتاك الأمل الأكبر |
|
وفاز بالملك الفتى الأزهر |
__________________
(٤٩) القصيدة في ديوان البحتري ٢ / ١٠٤٥ ـ ١٠٤٩.
(٥٠) القصيدة في ديوان علي بن الجهم / ٢٦ ـ ٢٧.