أخلاي بي شجو وليس بكم شجو |
|
وكل امرىء مما بصاحبه خلو |
اذاب الهوى لحمي وجسمي ومفصلي |
|
فلم يبق الا الروح والجسد النضو |
فما سمعت قبله ولا بعده غناء احسن منه.
وغنى عمرو بن بانة الخليفة الواثق بالله يوما :
قلت حلا فاقبلي معذرتي |
|
ما كذا يجزي محب من أحب |
فامره ان يتقدم الى الستارة وان يلقي هذا الصوت على جاريته فريدة. فلما ألقاه عليها تساءلت : هل حل أو خل؟ فعلم عمرو انها تسأله عن صاحبتها «خل» في خفاء من الواثق بالله (١). وكانت خل جارية ربيت مع فريدة عند عمرو بن بانة.
وغضب الواثق يوما على فريدة لكلام اخفته عنه ، فجلس في يومه للصبوح. فغناه عبد الله بن العباس الربيعي :
لا تأمني الصرم مني ان ترى كلفي |
|
وان مضى لصفاء الود اعصار |
ما سمي القلب الا من تقلبه |
|
والرأى يعرف والاهواء اطوار |
كم من ذوي مقة قبلي وقبلكم |
|
خانوا فاضحوا الى الهجران قد صاروا |
فاستعاده الواثق بالله مرارا ، وشرب عليه ، واعجب به ، وامر لعبد الله بألف دينار وخلع عليه (٢).
__________________
(١١٧) الاغاني ٤ / ١١٥.
(١١٨) نفس المصدر ١٩ / ٢٥١.