فاستعاده الواثق بالله وطرب كثيرا ، وأمر له بثلاثين ألف درهم (١).
وقال عبد الله بن العباس : دعانا الواثق بالله في يوم نوروز ، فلما دخلت عليه غنيته بشعر مدحته فيه ، وصنعت فيه لحنا ، وهو :
هين للنيروز جاما |
|
ومداما وندامى |
يحمدون الله والوا |
|
ثق هارون الأماما |
ما رأى كسرى انوشر |
|
وان مثل العام عاما |
نرجسا غضا ووردا |
|
وبهارا وخزامى |
فطرب الخليفة واستحسن الغناء وشرب عليه حتى سكر ، وأمر لي بثلاثين ألف درهم(٢).
كان عبد الله يتخذ سيبا لمعرفة أولياء العهد برأي الخلفاء فيهم. وسبق أن أشرنا الى غنائه للواثق بالله عند ما كان أميرا ، لكي يعرف ما اذا كان أبوه المعتصم بالله سيوليه العهد بعده. فلما تيقن من ذلك أمر ابراهيم بن رباح فاقترض له ثلاثمائة ألف درهم ، ففرقها على الجلساء من الندماء والمغنين والموسيقيين. ولما علم الواثق بالله بغضب أبيه على عبد الله واطراحه اياه ، اطرحه هو أيضا. وعند ما ولى الخلافة كان لا يزال على جفائه ، فقال عبد الله :
__________________
(٩٨) نفس المصدر ١٩ / ٢٣٠.
(٩٩) نفس المصدر ١٩ / ٢٤٢.