وكان علوية أعسر ، ولذا كان عوده مقلوب الاوتار : البم اسفل الاوتار كلها ، ثم المثلث فوق المثنى ، ثم الزير. وكان اذا ضرب اخذه بيده اليمنى وضرب باليسرى ، فيكون مستويا في يده مقلوبا في يد غيره (١).
عبد الله بن العباس الربيعي :
من المغنين الذين كانوا مقربين الى الواثق بالله ، الشاعر المغني عبد الله بن العباس ، حفيد الفضل بن الربيع. حضر يوما مجلس الواثق بالله ، وكان الجو ملبدا بالغيوم ، فلاح برق واستطار. فقال الخليفة لجلسائه : قولوا في هذا شيئا. فبادر عبد الله فقال هذين البيتين :
أعني على لامع بارق |
|
خفي كلمحك بالحاجب |
كأن تألقه في السماء |
|
يدا كاتب أو يدا حاسب |
وصنع فيهما لحنا غناه. فشرب الواثق بالله بقية يومه عليه ، واستحسن شعره معنى وصنعة ووصلة بصلة سنية (٢). وغني في حضرة الواثق بالله في يوم نوروز صوتا صنعه في بيتين من الشعر للمعلى الطائي هما :
باكر صبوحك صبحة النوروز |
|
وأشرب بكأس مترع وبكوز |
ضحك الربيع اليك عن نواره |
|
آس ونسرين ومرما حوز |
__________________
(٩٦) نفس المصدر ١٨ / ٣٣٨.
(٩٧) الاغاني ١٩ / ٢٢٣.