مالي جفيت وكنت لا أجفى |
|
أيام ارهب سطوة السيف |
ادعو الهي ان أراك خليفة |
|
بين المقام ومسجد الخيف |
ودس من غناه الواثق بالله ، فلما سمعه سأل عنه ، فعرف قائلة فتذمم ودعا عبد الله فبسطه واكرمه ونادمه الى ان مات (١).
وجمع الواثق بالله المغنين يوما ، وفيهم عبد الله ، ليصطبح ، فقال له : بحياتي الا صنعت هزجا حتى أدخل واخرج اليكم الساعة. فدخل الى جواريه. فقال عبد الله هذه الابيات وصنع فيها هزجا قبل ان يخرج عليهم الخليفة :
بأبى زور أتاني بالغلس |
|
قمت اجلالا له حتى جلس |
فتعانقنا جميعا ساعة |
|
كادت الأرواح فيه تختلس |
فقلت : يا سؤلي ويا بدر الدجى |
|
في ظلام الليل ما خفت العسس |
قال : قد خفت ولكن الهوى |
|
آخذ بالروح مني والنفس |
زارني يخطر في مشبته |
|
حوله من نور خديه قبس |
فلما خرج الواثق بالله من دار الحرم ، قال : يا عبد الله ما صنعت؟ فاندفع عبد الله يغنيه الهزج الذي صنعه. فشرب حتى
__________________
(١٠٠) نفس المصدر ١٩ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨.