واظهر الرضا عنه. فغنته فريدة الصوت كما صنعه الواثق بالله ، فلما سمعه قال : هذا صوت صحيح الصنعة ، ولم اسمعه هكذا في المرة الاولى ، وابان المواضع الفاسدة ، واخبر بافساد مخارق اياها. فسكن غضب الواثق بالله عنه ، وتنكر لمخارق مدة لما فعله (١).
علوية :
هو علي بن عبد الله بن سيف واصله من الصغد. كان مغنيا مبدعا ، وصانع ألحان متفننا ، وضارب عود متقدما. وقد تخرج على ابراهيم الموصلي المغني القدير الذي عني به جيدا فبرع في صنعته. وغنى للخليفة محمد الأمين ولعدد من الخلفاء بعده ، وعاش الى أيام المتوكل على الله.
وكان اسحاق الموصلي يتعصب في أكثر الأحيان لعلوية على مخارق المغني ، ويقول عنه : ان علوية أعرف بما يخرج من رأسه واعلم بما يغنيه ويؤديه لأنه محكم الغناء والصنعة (٢). الا ان ياقوتا الحموي يقول عنه : رغم ان علوية كان واحد الناس في الغناء رواية وحكاية ودراية وصنعة وجودة ضرب ، وحسن خلق ، الا انه اذا رأى مخارقا ذاب كما يذوب الرصاص على النار (٣).
غنى علوية يوما بحضرة الواثق بالله هذا الصوت (٤) :
من صاحب الدهر لم يحمد تصرفه |
|
عناد الدهر احلاء وامراء |
__________________
(٨٧) نفس المصدر ٥ / ٣٦٠ ـ ٣٦١ و ٩ / ٢٨١ ـ ٢٨٢.
(٨٨) الاغاني ١١ / ٣٣٣.
(٨٩) معجم الادباء ٧ / ٢٦٢ ، والاغاني ١٨ / ٣٧.
(٩٠) الاغاني ١١ / ٣٤٥.