فاستحسنه وطرب عليه. فقال علوية : والله لو شئت لجعلت الغناء في أيدي الناس أكثر من الجوز ، وكان اسحاق الموصلي حاضرا في المجلس فتضاحك ، وقال له : يا أبا الحسن اذا تكون قيمته مثل قيمة الجوز ، ليتك اذ قللته صنعت شيئا ، فكيف اذا كثرته؟ فخجل علوية.
وغنى يوما بين يدي الواثق بالله ، واسحاق الموصلي حاضر :
خليل لي سأهجره |
|
لذنب لست اذكره |
ولكني سأرعاه |
|
واكتمه واستره |
واظهر انني راض |
|
وأسكت لا أخبره |
لكي لا يعلم الواشي |
|
بما عندي فأكسره |
فطرب الواثق بالله طربا شديدا واستحسن اللحن واستجاده ، وأمر لعلوية بألف دينار. ثم سأله ما اذا كان هذا اللحن له ، قال : لا يا أمير المؤمنين ، هو لهذا الهزبر ، يعني اسحاقا. فضحك الواثق بالله ، وقال : قد ظلمناه اذن ، وأمر لاسحاق بثلاثين ألف درهم(١).
اعجب الواثق بالله بغناء علوية وقال عنه : علوية أصح الناس صنعة بعد اسحاق ، وأطيب صوتا بعد مخارق ، وأضرب الناس بعد ربرب ، وهو مصلي كل سابق قادر ، وثاني كل أول واصل متقدم ، وكان يصف غناءه انه مثل نقر الطست يبقى ساعة في السمع بعد سكوته (٢). ومما يشبه هذا انه تساءل في أحد مجالسه من أحذق
__________________
(٩١) الاغاني ٥ / ٤٠.
(٩٢) نفس المصدر ١١ / ٣٣٧ ، والمصلى في السباق هو التالي.