وقد أعلن العصيان في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور ، وكان المهدي بن المنصور حينذاك في خراسان على رأس حملة عسكرية ، فأمره أبوه بالقضاء على عصيانه. فوجه اليه القائد خازم بن خزيمة فاسر قارن وفتحت طبرستان (١).
ولما استخلف المعتصم بالله أقر مازيار على عمله. وكانت علاقة مازيار بعبد الله بن طاهر أمير خراسان سيئة ، ولم يكن مازيار يحمل اليه خراجه مباشرة ، بل يتسلمه ممثل للخليفة ويحمله الى عبد الله (٢). وكان عبد الله لا يفتأ يكتب الى المعتصم بالله عن مخالفات مازيار مما اقنعه بعدم ولائه للخلافة والدولة العربية.
ومما شجع مازيار على مخالفته أمير خراسان تأييد الافشين له ، لانه كان يطمح بولاية خراسان ، ويريد أن ينقل الملك الى العجم (٣). ولذلك اتصل بمازيار يستميله ويغريه بعبد الله ويدفعه الى محاربته (٤). كما كان بنفس الوقت يحرض المعتصم بالله على واني خراسان سيما وانه كان يسمع من الخليفة أحيانا ما يدل على انه يريد عزله (٥). ويهدف من ذلك ان يضعف مركز عبد الله فيعجز عن القضاء على عصيان مازيار. فلا يجد الخليفة بدا من اقالته وتعيين الافشين بدلا عنه. على ان مناصرة الافشين لمازيار لم تكن بدافع النكاية بعبد الله بن طاهر فقط ، بل كما يبدو من فحوى المكاتبة بينهما انما كانا يسعيان لهدف مشترك هو اضعاف الدولة العربية والاسلام وأحياء المجوسية. فقد اعترف مازيار لما قبض عليه وحمل الى سامرا : انه بعثه على الخروج والعصيان لمذهب كانوا اجتمعوا
__________________
(٩٠) كتاب البلدان / ٣٠٣.
(٩١) الطبري ٩ / ٨٠ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٠٢.
(٩٢) البدء والتاريخ ٦ / ١١٩.
(٩٣) الطبري ٩ / ٨٠ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٠٢ ـ ٥٠٣ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٩٩.
(٩٤) النجوم الزاهرة ٢ / ٢٤٠.