عليه ، ودين اتفقوا عليه من مذاهب الثنوية والمجوس (١). ومازيار مثل الافشين لم يعتنق الاسلام الا ظاهريا ، فقد كفر وغدر (٢). وقد سبق ان اشرنا الى انه كاتب بابك الخرمي يحرضه ويعرض عليه النصرة. كما ظهرت ميوله الخرمية عند ما أمر الاكرة بانتهاب أموال أرباب الضياع وغلاتهم.
اعلن مازيار تمرده في سنة ٢٢٤ ه واجبر الناس على مبايعته وأخذ منهم الرهائن ، واهتم بجمع الاموال فجبى في شهر ما كان يؤخذ في سنة (٣). ثم بعث أحد قواده الى مدينة آمل فاجلى أهلها وخرب سورها. ففزع أهل جرجان القريبة من آمل وخافوا على أنفسهم وأموالهم فهرب منهم كثيرون الى نيسابور. ولما انتهى خبر ذلك الى عبد الله بن طاهر وجه عمه الحسن بن الحسين في جيش كثيف لحماية جرجان ، ووجه حيان بن جبلة في عدة آلاف لحماية قومس. ووجه الخليفة القائد محمد بن ابراهيم المصعبي في جيش كثيف ليدخل طبرستان ، معاونة لعبد الله بن طاهر في اخماد الحركة والفتنة المجوسية.
لم يستطع مازيار واتباعه مواجهة الجيوش التي احاطت بهم ، فضعفت مقاومتهم وطردوا من المدن التي كانوا استولوا عليها. وبعد عدة معارك تمكنت هذه الجيوش من الانتصار على المتمردين وأسر رئيسهم مازيار. وللقبض على مازيار قصة ذكرها مفصلة كل من الطبري ومسكوية وصاحب العيون والحدائق (٤). وبعث عبد الله بن طاهر الى عمه الحسن ان يسلم مازيار وأهل بيته الى محمد بن ابراهيم ليحملهم الى أمير المؤمنين بسامرا ، كما طلب اليه ان
__________________
(٩٥) مروج الذهب ٤ / ٦١.
(٩٦) فتوح البلدان / ٣٣٤.
(٩٧) الطبري ٩ / ٨٣.
(٩٨) الطبري ٩ / ٨٩ ـ ٩٥ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٠٨ ـ ٥١١ ، والعيون والحدائق ٣ / ٤٠٠ ـ ٤٠٢.