لغزوها. فقدمها وافتتحها ، فاستسلم ملكها كاوس وأظهر اسلامه ، فأقره المأمون ملكا عليها (١). واثر الافشين البقاء في عاصمة الخلافة لانه رأى فيها مجالا واسعا لتحقيق مطامحه.
وقد اتصل الافشين بابي اسحاق وهو امير على مصر وبلاد الشام من قبل أخيه المأمون. فاعجب أبو اسحاق بشجاعته وكفايته في الحرب ، فقربه اليه وجعله من رجاله. وعند ما تولى الخلافة أصبح الافشين في مقدمة قواده. وعقد له على رياسة الجيش الذي وجهه لحرب بابك الخرمي الذي استفحلت دعوته. واستطاع الافشين بما بذله الخليفة من الاموال وما سيره من الجيوش وكبار القواد ، ان يقضي على ثورة بابك وجاء به اسيرا الى سامرا حيث قتل وصلب. ولما وصل الافشين سامرا عائدا من حرب بابك أكرمه الخليفة ومنحه مبلغا كبيرا من المال ، وقد سبقت الاشارة الى ذلك.
وعند ما خرج المعتصم بالله الى بلاد الروم لتأديبهم وايقاف اعتداءاتهم على الثغور العربية ، اسند الى الافشين قيادة أحد جيوش الحملة. وقد استطاع ان يهزم ملك الروم في أحد المعارك مما سهل لجيش الخليفة اقتحام عدد من مدن الروم وحصونهم وفتح حمورية أكبر مدنهم بعد القسطنطينية.
الأفشين وعصيان مازيار (٢) :
لقد تعرض الافشين الذي بلغ أوج مجده بعد قضائه على تمرد بابك ، وحسن بلائه في حرب الروم ، الى غضب الخليفة المعتصم بالله لما بدر منه من أمور تنطوي على سوء النية. ومن هذه الامور عصيان مازيار حاكم طبرستان. فقد كان الخليفة المأمون قد ولى مازيار بن قارن امارة طبرستان وسماه محمدا. وكان أبوه من قبل ملكا عليها
__________________
(٨٨) فتوح البلدان / ٤١٩.
(٨٩) يسمية البلاذري مايزديار ـ فتوح البلدان / ٣٣٤.