ودع هريرة ان الركب مرتحل |
|
وهل تطيق وداعا أيها الرحل |
فازداد الواثق بالله بكاء ، وقال : ما سمعت كاليوم تعزية بأب. ثم تفرق المجلس (١).
وحضر الحسين مجلسا للواثق بالله ، فشربوا الى أن انقضى أكثر الليل. فأمر الواثق بالله جلساءه بأن يبيتوا في مكانهم. فلما أصبح خرج اليهم وهم مقيمون ، فقال للحسين : هل وصفت ليلتنا الماضية وطيبها؟ فقال : لم يمض شيء وأنا أقول الساعة ، وفكر قليلا ثم قال :
حثت صبوحي فكاهة اللاهي |
|
وطاب يومي بقرب اشباهي |
فاستثر اللهو من مكامنه |
|
من قبل يوم منغص ناهي |
بابنة الكرم من كف منتطق |
|
مؤزر بالمجون تياه |
يسقيك من طرفه ومن يده |
|
سقي لطيف مجرب داهي |
كأسا فكأسا كأن شاربها |
|
حيران بين الذكور والساهي |
فأمر الواثق بالله برد المجلس كهيئته ، واصطبح يومه ذاك معهم ، وقال : نحقق قولك يا حسين ونقضي لك كل أرب وحاجة (٢).
وحدث الحسين بن الضحاك قال : دخلت ذات يوم على الواثق بالله ، وفي السماء لطخ غيم. فقال لي : ما الرأي عندك في هذا
__________________
(٧٨) الكامل ٧ / ٣١ ـ ٣٢.
(٧٩) الاغاني ٧ / ١٦٠.