المائة صوت المختارة ، اطلع على هذا الكتاب وامر اسحاق بن ابراهيم الموصلي بتهذيبه وتوسيعه (١).
وقد سبق ان اشرنا في البحث السابق الى بعض الاشعار التي قالها الواثق بالله وصنع فيها الحانا.
مجالسه الغنائية :
الواثق بالله والمغنون :
ولحب الواثق بالله فن الغناء والموسيقى فقد كان يكرم اسحاق الموصلي غاية الاكرام ، مقدرا فيه موهبته في التلحين وقدرته على الغناء. وكان يميزه على غيره من المغنين والموسيقيين. وقد قال مرة «ما غناني اسحاق الا ظننت انه قد زيد في ملكي ، ولا سمعته يغني غناء ابن سريج الا ضننت ان ابن سريج قد نشر ، وانه ليحضرني غيره ، اذا لم يكن حاضرا ، فيتقدمه عندي وفي نفسي يطيب الصوت ، حتى اذا اجتمعا عندي رأيت اسحاق يعلو ورأيت من ظننته يتقدمه ينتقص. وان اسحاق لنعمة من نعم الملك ، لم يحظ أحد بمثلها ، ولو ان العمر والشباب والنشاط مما يشترى لاشتريتهن له بشطر ملكي» (٢). اذ كان اسحاق كثير الشكوى من شيخوخته وتقدم عمره.
وكان اسحاق يحضر مجالس الواثق بالله منذ ان كان أميرا في عهد أبيه المعتصم بالله ولما خرج المعتصم بالله في حملته على بلاد الروم استخلف ابنه هارون بسر من رأى. فعزم هارون على أن يقضي نهارا كاملا بين المغنين. فوجه الى جلسائه وندمائه ومغنيه أن يبكروا في يوم حدده لهم فحضر الجميع. فلم يأخذ مكانه على سريره ، بل جلس على الارض. وطلب اليهم ان يجلسوا حلقة
__________________
(٦٥) التاج / ٢٣.
(٦٦) الاغاني ٥ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦.