أشكو الى الله ما القي من الكمد |
|
حسبي بربي فلا أشكو الى أحد |
وما زال يردده علينا حتى أخذناه (١).
وقال مخارق المغني : صنع الواثق لحنين ، فأمرني وعلوية وعريبا ان نعارض صنعته فيهما ، ففعلنا واجتهدنا ، ثم غنيناه ، فضحك واطمأن الى اننا لم نبلغ شأوه في التلحين (٢).
وروى يزيد المهلبي انه دخل على الواثق بالله يوما وهو خليفة ، فرأى صبية اسمها رباب جالسة في حجره وهو يلقي عليها قوله :
ضيعت عهد فتى لعهدك حافظ |
|
في حفظه عجب وفي تضييعك |
وهي تغنيه ويردده عليها ، وما زال يردده حتى حفظته (٣).
وللواثق بالله رأي طريف يبرر فيه عدم تحرجه من الغناء وضرب العود. فهو يرى ان الغناء «انما هو فضلة أدب وعلم مدحه الاوائل واشتهاه أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورحمهم والتابعون بعدهم ، وكثر في حرم الله ومهاجر رسوله» (٤). وقد ألف محمد بن عمران بن موسى المرزباني ، وهو الراوية الاخباري ، كتابا عن الواثق بالله في وصف أحوال الغناء ونعوته وضروبه وطرقه ، واخبار المغنين والمغنيات الأحرار والأماء والعبيد (٥).
ومن مظاهر اهتمام الواثق بالله بالغناء والموسيقى انه لما علم بأن جده هارون الرشيد قد أمر ابراهيم الموصلي واسماعيل بن جامع وفليح بن العوراء ، ان يؤلفوا كتابا في الأغاني ويضمنوه
__________________
(٦٠) نفس المصدر ٩ / ٢٩٩.
(٦١) الاغاني ٧ / ٢٩٩ ـ ٣٠٠.
(٦٢) نفس المصدر ٢٠ / ٨٣ ـ ٨٤.
(٦٣) نفس المصدر ٩ / ٢٧٦.
(٦٤) الفهرست / ١٩٨ ، ومعجم الادباء ٧ / ٥٢.