نتائج المؤامرة :
كان من أهم نتائج القضاء على مؤامرة العباس استقرار الخلافة للمعتصم بالله وأبنائه ، بعد ان تخلص من منافسة ابن أخيه الذي كانت تراوده فكرة الوثوب بعمه بتأييد عدد من القواد الناقمين على الخليفة. الا ان ذلك أدى الى زيادة نفوذ الاتراك على الخليفة وتوسع سلطانهم وتدخلهم في شؤون الدولة ، بعد ان وقف قادتهم الى جانبه ضد المتآمرين ، وعاونوه في القضاء عليهم. وبالعكس فقد اضعف ذلك شأن القواد والجند العرب ، لا سيما وانه سبق للمعتصم بالله ان أمر في أوائل خلافته باسقاط عدد من الجند العرب من الديوان وقطع اعطياتهم عند ما وقفوا الى جانب المنادين بخلافة العباس عند موت المأمون.
على ان هذه المؤامرة اضطرت الخليفة المعتصم بالله على ايقاف حملته العسكرية على بلاد الروم ، والاسراع في العودة الى العاصمة سامرا. بعد ان كان سير المعارك يبشر بانتصارات وفتوح واسعة للجيش العربي. وقد اشرنا عند الكلام عن فتح عمورية الى ان خطة المعتصم بالله في حربه مع الروم كانت تستهدف التقدم نحو القسطنطينية عاصمة البيزنطيين. ولذلك فان هذه المؤامرة حالت دون سحق الدولة البيزنطية وفتح عاصمتها ، ويمكن اعتبار ذلك من أهم نتائج المؤامرة المذكورة.
٣ ـ مؤامرة الافشين :
يظهر مما يرويه البلاذري ان الافشين حيدر بن كاوس كان ابن ملك اشروسنة وقد غضب عليه أبوه حين قتل أحد رجاله. فشخص الى مدينة السلام وأظهر اسلامه. وانه اتصل بالخليفة المأمون وسهل له أمر الاستيلاء على اشروسنة ووصف له طريقا مختصرة لتحقيق ذلك ، فوجه المأمون كاتبه احمد بن أبي خالد