وروى انه كان يحب جارية حملت اليه من مصر هدية ، فغضبت يوما فجلست مع صاحبات لها وقالت لهن : لقد هجرته ، ومنذ أمس وهو يروم ان أكلمه فلم أفعل ، فخرج الواثق بالله على غفلة فسمع قولها فأنشأ يقول (١) :
يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا |
|
ما انت الا مليك جار اذ قدرا |
لو لا الهوى لتجارينا على قدر |
|
وان أفق منه يوما فسوف ترى |
وللواثق بالله أبيات من الشعر قالها وصنع فيها الحانا غنائية. وقد اورد أبو الفرج في كتابه بعضا منها. فقد قال (٢) :
ألا أيها النفس التي كادها الهوى |
|
أفانت ان رمت السلو غريمي |
أفيقي فقد أفنيت صبري أو اصبري |
|
لما قد لقيتيه علي ودومي |
ومن ذلك قوله (٣) :
أيا عبرة العينين قد ظمىء الحد |
|
فما لكما من ان تلما به بد |
ويا مقلة قد صار ببغضها الكرى |
|
كأن لم يكن من قبل بينهما ود |
لئن كان طول العهد أحدث سلوة |
|
فموعد بين العين والعبرة الوجد |
__________________
(٤٥) شذرات الذهب ٢ / ٧٧ ، وتاريخ الخلفاء / ٣٤٢ وفيه انه قال هذا الشعر في خادم له اهدي اليه من مصر ، وليست جارية.
(٤٦) الاغاني ٩ / ٢٩٣.
(٤٧) نفس المصدر ٩ / ٢٩٦.