وما أنا الا كالذين تخرموا |
|
على ان قلبي من قلوبهم فرد |
وكان الواثق بالله الى جانب روايته الشعر يضرب الأمثال بما يحفظه منه ، في بعض المناسبات ، ويحسن اختياره ليطابق المناسبة.
قال ابن حمدون : كان بين الواثق بالله وبعض جواريه شر فخرج كسلان ، فلم ازل انا والفتح بن خاقان نحتال لنشاطه. فرآني أضاحك الفتح ، فقال : قاتل الله ابن الاحنف حيث يقول (١) :
عدل من الله ابكاني واضحكها |
|
فالحمد لله عدل كل ما صنعا |
اليوم أبكي على قلبي وأندبه |
|
قلب الح عليه الحب فانصدعا |
فقال الفتح : انت والله يا أمير المؤمنين في وضع التمثل موضعه أشعر منه وأعلم وأظرف.
وقالت جارية للواثق بالله ، وكان يهواها ، وقد جرى بينهما عتاب : ان كنت تستطيل علينا بعز الخلافة ، فانا ادل بعز الحب ، أتراك لم تسمع بخليفة عشق قبلك قط فاستوفى معشوقة حبه ، ولكني لا أرى لي نظيرا في طاعتك. فقال الواثق : لله در ابن الأحنف اذ يقول (٢) :
أما تحسبيني أرى العاشقين |
|
بلى ، لست أرى لي نظيرا |
لعل الذي بيديه الأمور |
|
سيجعل في الكره خيرا كثيرا |
__________________
(٤٨) الاغاني ٨ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨ ، وتاريخ بغداد ١٤ / ١٨ ـ ١٩ مع زيادة بيت ثالث ، واضحكهم بدلا من اضحكها في صدر البيت الاول.
(٤٩) الاغاني ٨ / ٣٥٨.