الذي كان يهبط منه المغيرون من الشمال الى الجنوب. وفي هذا المكان بنى ذو القرنين سده بحجارة الحديد ، وبارتفاع وسمك يعجز المغيرون عن اجتيازه أو اجتياحه ، وبذلك أمن أهل الجنوب من غارات القبائل الشمالية عليهم.
٤ ـ الواثق بالله والشعر والشعراء :
الواثق بالله والشعر :
كان الواثق بالله أديبا فصيحا وسمي المأمون الأصغر لسعة علمه وغزارة أدبه. كما كان شاعرا ويروي الشعر والاخبار بحيث لم يكن في خلفاء بني العباس أكثر رواية للشعر منه ، وله شعر جيد. ومما نسب اليه قوله (١) :
تنح عن القبيح ولا ترده |
|
ومن اوليته حسنا فزده |
ستلقى من عدوك كل كيد |
|
اذا كاد العدو ولم تكده |
وقوله (٢) :
دع المقادير تجري في أعنتها |
|
واصبر فليس لها صبر على حال |
تريك يوما وضيع القدر مرتفعا |
|
الى السماء ويوما تخفض العالي |
وهي أبيات عادية في لغتها وبسيطة في معانيها المألوفة. الا انه له أشعارا أخرى تمتاز بعذوبة ألفاظها ورقة معانيها ، تلك التي
__________________
(٤١) خلاصة الذهب المسبوك / ٢٢٤.
(٤٢) نفس المصدر.