ثلثمائة ألف رجل (١). ولابد انه أخذ بنظر الاعتبار في تقديره المطوعة الى جانب الجند النظامي.
وذكر ابن الاثير عن عجيف بن عنبسة الذي قتل عطشا ودفن في باعثايا قرب الموصل ، قصة تستدعى التأمل. قال : ان محمد بن علي الاسكافي ، كان يتولى اقطاع عجيف ، فرفع عليه انه خانه ، فاخذه عجيف واراد قتله ، فبال في ثيابه خوفا من عجيف ، ثم شفع فيه فحبسه. ولما قتل عجيف اطلق سراح محمد. ثم ما لبث ان تقلد عملا في نواحي الجزيرة. فخرج يوما الى تل في باعثايا فجلس يبول عليه. فخرج عليه رجل من أهل المنطقة وقال له : في هذا التل الذي تبول عليه قبر عجيف. فعجب محمد الاسكافي من بوله على نفسه خوفا من عجيف ، وبوله على قبره (٢).
عاد المعتصم بالله الى سامرا سالما فسمى العباس يومئذ باللعين. وأمر بسجن أولاد المأمون فحبسهم ايتاخ في أحد سراديب داره حتى ماتوا (٣). وقد انشد مروان بن أبي الجنوب المعتصم بالله قصيدة لما كان من أمر العباس وعجيف ، جاء فيها (٤) :
ألا يا دولة المعصوم دومي |
|
فانك قلت للدنيا استقيمي |
هوى العباس حين أراد غدرا |
|
فوافى اذ هوى قعر الجحيم |
كذلك هوى كمهواه عجيف |
|
فاصبح في سواء لظى الحميم |
قال المعتصم بالله : أبعده الله.
__________________
(٨٤) النبراس / ٦٣.
(٨٥) الكامل ٦ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣ ، والفرج بعد الشدة ٢ / ٢٦ وفيه اسمه محمد بن الفضل الجرجرائي.
(٨٦) الطبري ٩ / ٧٩. وتفصيل المؤامرة في : الطبري ٩ / ٧١ ـ ٧٩ ، وتجارب الامم ٦ / ٤٩٣ ـ ٥٠٢ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٩٥ ـ ٣٩٨ ، والكامل ٦ / ٤٨٩ ـ ٤٩٢.
(٨٧) الاغاني ١٢ / ٨٤.