عرف باسمه ، في الممر المذكور ، وانقذهم من هجمات تلك القبائل البربرية.
أما الاسكندر المكدوني فقد ظهر بعد كورش بمائتي سنة ، وكانت فتوحاته قد امتدت شرقا حتى حدود الصين ، وشملت جميع ارجاء أمبراطورية فارس ، الا ان جيوشه لم تصل جبال القوقاز (١).
وثمة دراسة أخرى عن سد ذي القرنين جاءت في «ترجمة معاني القرآن الكريم الى اللغة الانكليزية» قام بها الاستاذ عبد الله علي من العلماء المسلمين في الهند وعميد الكلية الاسلامية بمدينة لاهور ، وذلك في معرض تفسيره سورة الكهف. وهو لا يقر القول بان ذا القرنين هو الملك الفارسي كورش ، وان السد يقع في جبال القوقاز بين البحر الاسود وبحر الخزر ، كما توصل اليه مولانا أبو الكلام آزاد. ويستند عبد الله علي في دحضه هذا الرأي على أن الوصف القرآني يشير الى ان السد قد اقيم بين جبلين ، بينما هو يقع حسب الرأي المذكور بين جبل وبحر. وان الاسكندر كان تلميذا لارسطو الباحث عن الحقيقة ، وانه كان فاضلا ذا اخلاق عالية مما يضفى عليه صفة الصلاح التي وردت في الوصف القرآني عن ذي القرنين. ويقول ان في القصص الاثيوبية التراثية ما يفيد بان الاسكندر يعتبر من أعاظم الانبياء. وعلى هذا فهو يرى ان السد موضوع البحث يقع في أواسط آسيا قرب موضع اسمه (در بند) على بعد ١٥٠ ميلا جنوبي شرقي بخارى ، حيث يوجد ممر ضيق على الطريق الرئيسي بين تركستان والهند ، على خط العرض ٣٨ شمالا وخط الطول ٦٧ شرقا ، ويسمى الآن بالتركية بيت الماعز. وكان يعرف سابقا بباب الحديد باللغات العربية والصينية والفارسية. علما ان البوابة المذكورة لا وجود لها اليوم الا انها كانت موجودة في القرن السابع للميلاد وقد شاهدها الرحالة الصيني «هيون سيانك» في طريقه الى الهند ، حيث رأى بوابتين مغلفتين بالحديد وعليها أجراس. وكانت بجوارهما بعيرة تسمى «اسكندر كول». وان ما
__________________
(٣٨) مجلة العربي العدد (١٨٤) الصادر في صفر ١٣٩٤ ـ اذار ١٩٧٤ / ١٢٨ ـ ١٣٦.