الميلاد ، وليس الاسكندر المكدوني. فقد توسع كورش في فتوحاته شرقا وغربا. وان اسارى اليهود الذي جاء بهم الملك العراقي بختنصر الى بابل بعد أن أزال دويلتهم ، كانت تراودهم فكرة ظهور منقذ يخلصهم من الأسر ويعيدهم الى أورشليم ويساعدهم في اعادة بناء هيكل سليمان. وقد وصفوه على طريق الرمز بصورة كبش له قرنان ، أو عقاب له جناحان ، وكلا الوصفين يتضمنان معنى القوة والبأس. واعتبرت التوراة كورش بانه مسيح الله ، وقد اضفت عليه كثيرا من المدح والثناء. ومما برهن على ان كورش هو المدعو بذي القرنين العثور على تمثال له بحجم الانسان الطبيعي وعلى جانبيه جناحان كجناحي العقاب وعلى رأسه قرنان يحملان التاج. وهذا التمثال سواء قد تم صنعه في عهد كورش نفسه أو انه صنع في عهد خلفائه يدل على ان تصور ذي القرنين الذي أوجده اليهود للملك الذي سينقذهم قد رسخ في ذهن كورش. ولهذا فقد حقق لهم آمالهم في اعادتهم الى أورشليم بعد ان استولى على مدينة بابل وساعدهم على اعادة بناء هيكل سليمان.
أما ياجوج وماجوج فهم من القبائل المنغولية الرحالة. وكان موطنها الاصلي سهول منغوليا في شمالي شرقي قارة آسيا. وقد انتشرت في خلال القرن السادس قبل الميلاد على سواحل البحر الاسود في المناطق الممتدة بين بحر الخزر والبحر الاسود شمالي سلاسل جبال القوقاز التي تكاد تفصل بين الشمال والجنوب الا في ممر ضيق ، كانت هذه القبائل تنحدر منه لتغير على المناطق الواقعة جنوبي تلك البلاد. فلما وصل كورش في فتوحاته شرقي البحر الاسود اشتكى اليه السكان من هجمات قبائل ياجوج وماجوج عليهم ، وتوسلوا اليه ان يجعل بينهم وبين تلك القبائل سدا يحول دون انحدارهم اليهم. فاستعان بهم وبنى السد الحديدي الذي