وقالوا انهم لم يسمعوا بذلك. وكانت المسافة بين كل حصن وآخر فرسخا الى فرسخين. ثم وصلوا مدينة ايكة وهي مسورة ولها أبواب حديدية وفيها مزارع وارحاء. وهي المدينة التي نزلها ذو القرنين بعسكره ، وبينها وبين السد مسيرة ثلاثة أيام. وفي الطريق حصون وقرى عديدة.
وموضع السد كما وصفه سلام جبل مستدير ذكروا ان ياجوج وماجوج فيه وهما صنفان وان ياجوج أطول قامة من ماجوج ، وطول أحدهم ما بين ذراع الى ذراع ونصف. والسد الذي بناه ذو القرنين هو فج بين جبلين عرضه مائتا ذراع. وهو الطريق الذي يخرجون منه فيتفرقون في الارض. فحفر ذو القرنين هناك أساسا بعمق ثلاثين ذراعا وبناه بالحديد والنحاس حتى بلغ وجه الارض. ويسهب سلام في وصف تفصيلات السد وضخامة بابه. ووصف الحصنين اللذين عند الباب. ويقول انه رأى في أحدهما الآلات التي استخدمت في بناء السد من القدور والمغارف الحديدية الضخمة وبقايا اللبن الحديد قد التصقت ببعضها بفعل الصدأ. ويقوم على الحصنين رئيس يتولى عمله بالوراثة ، ووظيفته أن يتفقد في كل يوم اثنين وخميس باب السد ويتأكد من أن ياجوج وماجوج لم يحدثوا فيه حدثا ، ثم يقرع الباب عدة مرات ليسمع من وراءه من ياجوج وماجوج ويعلموا ان عليه حفظة.
ويقول سلام انه تحرى عما اذا قد حصل بالباب شق أو غيره ، فلم يجد سوى شق دقيق كالخيط لا تأثير له بالنسبة لسمك الباب ، وانه حك موضع الشق فجمع مقدار نصف درهم وشده في منديل ليريه الخليفة. كما يقول انه سأل من هناك ما اذا كانوا قد رأوا من ياجوج وماجوج أحدا ، فذكروا له انهم رأوا مرة عددا منهم فوق الجبل فهبت ريح القتهم الى جانبهم ، وكان طول الواحد منهم شبرا ونصف الشبر في رأي العين.