شعره. وقدم الموكل بحفظ الموتى الى محمد بن موسى وغلامه طعاما انكرا طعمه. ويقول ابن موسى انما أراد أن يقتلنا أو يعضنا ، فيصح ما يدعيه عند ملك الروم من انهم اصحاب الرقيم. فقلنا له : انما ظننا انك ترينا موتى يشبهون الأحياء وليس هؤلاء كذلك (١).
من الواضح مما بينه ابن المنجم ، ان هؤلاء الموتى ليسو هم الفتية الذين آووا الى الكهف ، وانما هم أموات آخرون جاء بهم الموكل المدعي ليوهم من يراهم ، ويتكسب بذلك.
على ان ابن خرداذبة يشير في مكان اخر من كتابه الى ما يعرف بهوتة الرقيم (٢). وهي أشبه ما تكون بكهف أصحاب الرقيم. فيقول : «وبعد لؤلؤة تسلك الى قلعة ثم تأتي هوتة الرقيم ، وهي خسف في الارض بطول مائتي ذراع وعرض مائة ذراع ، في وسطها بحيرة حولها أشجار ، وحول الاشجار في أصل الجبل بيوت ومساكن .. ولها باب في الجبل تحت الارض يخرجك الى الوادي .. وقال الساكنون هناك : نحن ضعفى الروم لا نقاتل ، انما نخدم هؤلاء القوم الذين جعلهم الله هاهنا ، وهم في مغارة يصعد اليها من أرض الهوتة بسلم لعله أن يكون ثمانية أذرع أو نحو ذلك. فاذا هم ثلاثة عشر رجلا وفيهم غلام امرد ، عليهم جياب صوف واكسية صوف ، وعليهم خفاف ونعال ، وقد تناولت شعرات في جبهة أحدهم فمددتها فما تبعني منها شيء» (٣).
ويذكر المقدسي ان في مدينة طرسوس تلا عليه مسجد يقال انه مقام على الكهف ، ثم يذكر الهوية ـ الهوتة ـ ويقول «هي جوف جبل ، فذكر لنا ان بها أمواتا لا يدرى ما هم ، وعليهم حراس .. فانطلق بنا الى كهف مما يلي الجنوب من الهوتة طوله نحو عشرين
__________________
(١٩) المسالك والممالك / ١٠٧.
(٢٠) الهونة : الارض المنخفضة أو الطريق المنحدر الى الماء.
(٢١) المسالك والممالك / ١١٠ ـ ١١١.