ولما مات المعتصم بالله ورثاه وزيره محمد بن عبد الملك الزيات بأبيات من الشعر ، قال دعبل يعارضه بالأبيات التالية (١) :
لقد قلت اذ غربوه وانصرفوا |
|
في شر قبر لشر مدفون |
اذهب الى النار والعذاب فما |
|
خلتك الا من الشياطين |
ما زلت حتى عقدت بيعة من |
|
أضر بالمسلمين وبالدين |
٣ ـ المعتصم بالله ومجالس الغناء :
كان المعتصم بالله يحب الطرب وسماع الغناء. فقد سافر مرة الى مصر قبل توليه الخلافة فذكر جارية له كانت غلبت عليه بجمالها ودلالها ، ولم يكن استصحبها معه. فدعا مغنيا وذكر له اشتياقه الى جاريته وطلب اليه ان يغنيه صوتا يشبه ما ذكره له. فاطرق المغني مليا ، ثم اندفع يغني :
وددت من الشوق المبرح انني |
|
أعار جناحي طائر فأطير |
فما لنعيم لست فيه بشاشة |
|
وما لسرور لست فيه سرور |
وان امرءا في بلدة نصف قلبه |
|
ونصف باخرى غيرها لصبور |
__________________
(٢٦) ديوان دعبل الخزاعي ٩٩ ـ ١٠٠.