آلاف وستمائة. وعدة من صار في يد الأفشين من بني بابك سبعة عشر رجلا ومن البنات والكنات ثلاث وعشرون امرأة (١). ويقدر المسعودي مجموع من قتلهم بابك في اثنتين وعشرين سنة من جيوش المأمون والمعتصم بالله من الامراء والقواد وغيرهم من سائر طبقات الناس خمسمائة ألف على أقل تقدير (٢). وما يذكره ابن خلدون عن عدد من قتل ومن أسر ومن أنقذ من الاسرى لا يختلف عما جاء في الطبري (٣) ، وأحسبه قد نقل ذلك عنه. الا اننا اذا أخذنا بنظر الاعتبار عدد المتحاربين من الطرفين ونوع الاسلحة المستخدمة آنذاك وطبيعة الحرب التي لم تكن معاركها متواصلة ، وان المعارك كانت موضعية ، فان في تقدير المسعودي مبالغة ، حتى وان اضيف الى قتلى المعارك ما يقتل من السكان الاخرين. وان تقدير الطبري الذي أيده ابن خلدون أقرب الى الصواب.
وقد انفق المعتصم بالله على حرب بابك حتى تم القضاء عليه مبالغ طائلة من الاموال. فقد تذاكر بعض الكتاب في مقدار تلك المبالغ التي انفقت ، الا انهم لم يتهيأ لهم حصرها ، فقدروها بخمسمائة وقر من الدراهم (٤).
٢ ـ مؤامرة العباس بن المأمون :
واجه المعتصم بالله وهو يحارب الروم وقد اتم فتح عمورية ، مؤامرة استهدفت اغتياله مع عدد من كبار قواده ، لا سيما الاتراك منهم ، ومبايعة العباس بن المأمون بالخلافة. وكان العباس نفسه يتزعم هذه المؤامرة ويؤيده عدد من القواد. وكان لهذه المؤامرة ،
__________________
(٦٩) الطبري ٩ / ٥٤ ـ ٥٥.
(٧٠) التنبيه والاشراف / ٣٠٥.
(٧١) تاريخ ابن خلدون ٣ / ٥٥٦.
(٧٢) العيون والحدائق ٣ / ٣٨٩.