ما غبت عن حرب تحرق نارها |
|
بالبذ كنت هنا وانت هناكا |
عزت بافشين حسامك امة |
|
والدين متمسك به استمساكا |
لما اتاك ببابك توجته |
|
واحق من أضحى له تاجاكا |
وقام في مجلس المعتصم بالله بعض الخطباء فتكلموا ، وقالت الشعراء. ومن جملة من قام ابراهيم بن المهدي فقال شعرا منه (١) :
يا أمين الله ان الحمد لله كثيرا |
|
هكذا النصر فلا زال لك النصر نصيرا |
وعلى الأعداء أعديت من الله ظهيرا |
|
وهنيئا هيأ الله لك الفتح الخطيرا |
فهو فتح لم ير الناس له فتحا نظيرا |
ومع ما كان يتمتع به الافشين من كفاية عسكرية ، وشجاعة فائقة ، فان نجاحه في القضاء على بابك وحركته لم يتحقق الا بتوجيهات المعتصم بالله ، ومتابعته اليومية اخبار الحرب وسير المعارك ، وانفاقه الاموال الطائلة في سبيل ذلك ، بحيث وفر له كل مستلزمات النجاح للحملة العسكرية التي قادها لحرب الخرمية.
لقد حفظ لنا الطبري احصائية بخسائر كل من الدولة والحركة الخرمية ، اذ يقول : وكان جميع من قتل بابك في عشرين سنة مائتي ألف وخمسة وخمسين ألفا وخمسمائة انسان. وغلب من القواد يحي بن معاذ ، وعيسى بن محمد بن أبي خالد ، وأحمد بن الجنيد وقد اسره ، وزريق بن علي بن صدقة ، ومحمد بن حميد الطوسي ، وابراهيم بن الليث. وأسر مع بابك ثلاثة آلاف وثلثمائة وتسعة اتاسي ، واستنقذ ممن كان في يده من المسلمات وأولادهن سبعة
__________________
(٦٨) مروج الذهب ٤ / ٥٨ ـ ٥٩.