مدينة سارية كتب الى الحسن يسأله ان يبعث اليه بعبد الله السجزي فينصرف عنه وانه جاء الى طبرستان من أجله وليس للحرب ، فابى الحسن تسليمه. فقامت الحرب بين الطرفين قرب سارية وهزم جيش الحسن ، فدخلها يعقوب كما دخل مدينة آمل ، وجبى خراجهما لسنة. واخذ جيشه يعقب الحسن في جبال طبرستان. الا ان كثرة الأمطار اعاقته عن الاستمرار في ملاحقته ، لا سيما وان الحسن افلت ودخل أرض الديلم. وكتب يعقوب الى الخليفة بما فعله بالحسن بز زيد من الهزيمة (١). ثم سار الى الري التي التجأ اليها السجزي ، وكان الصلابي عاملا عليها فسارع الى القبض على السجزي وتسليمه ، فتسلمه يعقوب وقتله وعاد راجعا عن الري (٢).
وكان ابن واصل قد تغلب على فارس وقتل عاملها الحارث بن سيما ، فاضاف الخليفة فارس الى القائد موسى بن بغا مع الأهواز والبصرة والبحرين واليمامة مع ما كان اليه. فوجه موسى قائده عبد الرحمن بن مفلح واليا على فارس والأهواز. فلم علم ابن واصل بذلك زحف للقائه ، فالتقيا برامهرمز واقتتلا فانهزم جيش عبد الرحمن ووقع هو اسيرا بيد ابن واصل الذي غنم ما في عسكره من العدد والاموال ، ثم قتله ، رغم ان الخليفة ارسل اليه يأمره باطلاق سراحه (٣).
ولما اتصل بيعقوب الصفار خبر انتصار ابن واصل على عبد الرحمن بن مفلح تجدد طموحه في الاستيلاء على فارس وان يغنم ما أخذه ابن واصل من أموال وسلاح. فقصدها في سنة ٢٦١ ه بجيش كبير وكتب الى ابن واصل يطلب اليه الدخول في طاعته. فحبس ابن واصل رسل الصفار ، وتوجه في يوم شديد الحر لملاقاة
__________________
(١٧) الطبري ٩ / ٥٠٨ ـ ٥٠٩ ، والكامل ٧ / ٢٦٨.
(١٨) الطبري ٩ / ٥١٠ ، والكامل ٧ / ٢٦٩ وفيه جاء اسم الصلايى : الصلاتي.
(١٩) الطبري ٩ / ٥١٢ ـ ٥١٣ ، والكامل ٧ / ٢٧٥.