بيته وحملهم الى سجستان (١). ويرى ابن الاثير ان سبب عدم استعداد الأمير محمد لمقابلة جيش يعقوب ان بعض أهل محمد وحاشيته لما رأوا ضعفه وادياره مالوا الى يعقوب وكاتبوه بدعوته من جهة ، وهو نوا أمره على محمد وأقنعوه بان لا خوف على ولايته منه من جهة أخرى ، فركن محمد الى أقوالهم ولم يتحرز ويستعد لمقابلته (٢).
وهكذا استولى يعقوب الصفار على خراسان دون قتال. فرتب نوابه في أعمالها ، وكتب الى الخليفة يذم محمد بن عبد الله بن طاهر ويصفه بالتقصير في عمله ، وان العلويين تغلبوا في طبرستان لضعفه عن مقاومتهم. وادعى بأن أهل خراسان خرجوا اليه يسألونه المسير اليهم. الا ان الخليفة المعتمد على الله لم يقر تصرف يعقوب. اذ اجتمع جعفر بن المعتمد على الله والموفق في ديوان الجوسق وحضر القواد ، فذكر رسل يعقوب ان الشراة والمخالفين قد غلبوا على خراسان وضعف محمد عنهم ، وذكروا مكاتبة أهل خراسان ومساءلتهم يعقوب ان يقدم عليهم ، وانه لما صار الى نيسابور أهلها وادخلوه المدينة. فتكلم أبو أحمد الموفق والوزير عبيد الله بن يحى وقالا للرسل ان أمير المؤمنين لا يقر يعقوب على ما فعله وانه يأمره بالانصراف الى العمل الذي ولاه اياه ، وانه لم يكن له ان يفعل ذلك بغير أمره ، فان رجع كان من الأولياء ، والا لم يكن له الا ما للمخالفين (٣).
الاستيلاء على طبرستان وفارس :
عند ما دخل يعقوب الصفار نيسابور هرب عبد الله السجزي الى الحسن بن زيد في طبرستان ، فسار يعقوب في أثره. فلما صار قرب
__________________
(١٤) الكامل ٧ / ٢٦٣ ، وكتاب البلدان وفيه ان يعقوب حملهم في الاصفاد الى قلعة يم يكرمان.
(١٥) الكامل ٧ / ٢٦٢.
(١٦) الطبري ٩ / ٥٠٧.