جيشه ، وكان قد عزم على مباغتته. الا ان يعقوب علم بخروج ابن واصل بجيشه نحوه فقصده. وكان التعب والعطش قد ارعقا جنود ابن واصل بحيث لم يستطيعوا مقابلة هجوم يعقوب فانهزموا أمامه من غير قتال. فتبعهم عسكر الصفار واستحوذوا على جميع ما كانوا غنموه من ابن مفلح. ومضى ابن واصل منهزما ، واستولى يعقوب على قلعته واحتوى على ما فيها من الأموال ، وكانت اربعين ألف ألف درهم (١).
٣ ـ حرب الصفار مع الخليفة وهزيمته :
أقام يعقوب الصفار بعد انتصاره على ابن واصل ، بجرجان يعسف أهلها بالخراج ويأخذ أموال الناس. فاتى جماعة من أهلها الى حاضرة الخلافة فسئلوا عن سياسته فيهم فاشتكوا من جبروته وتعسفه واخذه أموالهم بالباطل. وكان الخليفة قد ادرك خطر يعقوب لمطامحه الواسعة وجشعه ، فأمر أمير بغداد عبيد الله بن عبد الله أن يجمع من كان ببغداد من حجاج خراسان والري وطبرستان وجرجان ويقرأ عليهم كتابه بانه لم يول يعقوب الصفار خراسان ولم يكن دخوله اليها وأسره محمد بن عبد الله بأمره ويأمرهم بالبراءة منه (٢). فلما نمي الخبر الى يعقوب وانكشف له رأى الخليفة فيه خرج على رأس جيشه في المحرم سنة ٢٦٢ ه الى الأهواز ، ولما وصل عسكر مكرم بعث كتابا الى الخليفة يسأله ان يوليه خراسان وفارس وطبرستان وجرجان والري وأمر الشرطة في سامرا وبغداد. أي أن يعترف الخليفة بتجاوز الصفار واستيلائه
__________________
(٢٠) الطبري ٩ / ٥١٤ ، والكامل ٧ / ٢٧٧.
(٢١) الطبري ٩ / ٥١٢ ، ووفيات الاعيان ٥ / ٤٥٤ ـ ٤٥٥ وجاء فيه ان عبيد الله عمل ثلاثين نسخة من الكتاب ودفع الى أهل كل بلد نسخة منه ليذيعوا ما جاء فيه.