فارق يعقوب فارس أرسل الخليفة عمالها عليها (١). ثم تحرك يعقوب في سنة ٢٥٧ ه للاستيلاء على فارس مجددا. فارسل اليه الخليفة المعتمد على الله ينكر عليه عمله. الا ان الموفق أخا الخليفة والمهيمن على شؤون الدولة رأى ان يهادن ابن الليث حتى يستطيع ان يتفرغ لحرب صاحب الزنج ، فكتب اليه بالولاية على طخارستان وسجستان والسند وبلخ ، فسار يعقوب الى بلخ ثم الى كابل. ولما عزم على العودة رأى أحد قواده قد حمل بعض أثقاله ، فغضب وقال : أترحلون قبلي؟ وأقام وجيشه سنة كاملة في مدينة بست ، عاد بعدها الى سجستان (٢).
الاستيلاء على خراسان :
كان يعقوب الصفار ، كما ذكرنا ، يطمع بالاستيلاء على خراسان ، وهو يعرف ان محمد بن عبد الله أعجز من ان يستطيع رده عنها. الا انه لم يكن هناك ما يسوغ له مهاجمتها. وقد سنحت له هذه الفرصة حينما هرب عبد الله السجزي الذي كان ينازعه على سجستان والتجأ الى محمد بن عبد الله في نيسابور. فارسل يعقوب الى الطاهري يطلب اليه ان يسلمه السجزي. ولما رفض محمد طلب يعقوب سار هذا نحوه بجيشه في سنة ٢٥٩ ه. ولما رأى الأمير محمد أن جيش الصفار صار على مقربة منه وانه لا قبل له به حاول ان يسترضيه ، فوجه اليه يستأذنه في تلقيه ، فلم يأذن يعقوب له ، فبعث محمد بعمومته ورجال من أهل بيته فتلقوه. فدخل يعقوب نيسابور في شوال ، فزاره محمد في مضربه الا انه اساء مقابلته ووبخه على تفريطه في عمله ، ثم حبسه واهل بيته (٣). ويقال انه القي القبض عليه وقيده وقبض على نحو مائة وستين رجلا من أهل
__________________
(١١) الطبري ٩ / ٣٨٦ ، والكامل ٧ / ١٩٤ ـ ١٩٥.
(١٢) الكامل ٧ / ٢٤٧.
(١٣) الطبري ٩ / ٥٠٧ ، والكامل ٧ / ٢٦١ ـ ٢٦٣.