أنزعه منذ شهرين ، وخبزي في خفي منه آكل ، ولا أطأ فراشا ، وانت جالس في الشرب والملاهي ، بهذا التدبير أردت حربي وقتالي (١)؟
ولما بلغ علي بن الحسين ما فعله يعقوب بطوق ايقن بانه سيهاجم شيراز للاستيلاء عليها ، فجمع جيشه واستعد لملاقاته ، وتحرك نحو مضيق واقام على رأسه ، وهو ضيق لا يمكن اجتيازه طالما كان الجيش عليه. فعبر يعقوب النهر باصحابه وصار خلف جيش علي وقطع عليه طريق الرجعة ، وبذلك أسر عليا وهزم جيشه. فقيده يعقوب واحتوى على جميع ما في عسكره ، ودخل شيراز فنهب جيشه دور علي وأصحابه ، واستولى هو على ما في بيت المال ، وجبى الخراج ثم عاد الى سجستان ظافرا (٢). ويقال ان يعقوب لما عبر النهر اشتبك بحرب شديدة مع جيش علي وهزمه ودخل مدينة شيراز وكان يظن ان أهلها سيقاومونه فيستحل دماءهم وأموالهم. الا انهم ركنوا الى المسالمة وأقاموا في بيوتهم ، مما اضطره على أن ينادي بالأمان. فأطمأن الناس وخرجوا الى أعمالهم. وأخذ يعقوب من أموال علي ألف بدرة ويقال اربعمائة ، ومن السلاح والخيول وغير ذلك مما لا يعد (٣). وعذب علي بن الحسين بأنواع العذاب فاستخرج منه أربعة آلاف ألف درهم. وكان يعقوب وعد أصحابه بان يسمح لهم بنهب مدينة شيراز ، فعوضهم عن نهبها بثلاثمائة درهم لكل رجل (٤).
كتب الصفار الى الخليفة يعلمه بانتصاره ويتقدم اليه بالطاعة ، وبعث مع رسالته هدية من البزاة والمسك وطرائف أخرى ، ثم عاد الى سجستان ومعه أسيريه علي بن الحسين وطوق بن المغلس ، ولما
__________________
(٧) الطبري ٩ / ٣٨٤ ، والكامل ٧ / ١٩٢.
(٨) الطبري ٩ / ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ، والكامل ٧ / ١٩٣.
(٩) الكامل ٧ / ١٩٤.
(١٠) وفيات الاعيان ٥ / ٤٥٢.