وانشغال جيوش الدولة بحرب الزنج من جهة أخرى. وتنفيذا لسياسته هاجم يعقوب في سنة ٢٥٣ ه هراة من خراسان ، فخرج اليه محمد بن أوس الانباري عامل الطاهريين عليها لرد هجومه ، الا انه هزم ، واستولى يعقوب على مدينتي هراة وبوشيخ (١).
٢ ـ توسع الامارة :
الاستيلاء على فارس وكرمان :
بعث يعقوب الصفار الى الخليفة المعتز بالله هدية سنية من جملتها مسجد من الفضة يتسع لخمسة عشر شخصا ، وسأله الولاية على فارس. وقبل أن يصل اليه جواب الخليفة شخص بجيشه نحو كرمان (٢). وكان عامل الطاهريين على فارس علي بن الحسين بن سبل قد كتب الى الخليفة يطلب الولاية على كرمان. فكتب اليه الخليفة بولاية كرمان ، وكتب بنفس الوقت الى يعقوب الصفار بولايتها ايضا. وكان يهدف الى اغراء كل منهما بالآخر ليتخلص من أحدهما ، لعلمه بان طاعتهما للخلافة ظاهرية وانهما يريدان التوسع على حسابها. فارسل علي بن الحسين الى كرمان جيشا على رأسه طوق ابن المغلس ، فسار اليها واستولى عليها. فاقبل يعقوب على رأس جيشه وأقام قريبا من المدينة ، فلم يخرج طوق الى محاربته. فعمد يعقوب الى الخداع فأظهر الارتحال عن المدينة ، وعاد بجيشه مرحلتين عنها. فظن طوق انه عاد ادراجه عاجزا عنه ، فركن الى الراحة واللهو. فكر يعقوب راجعا بسرعة وطوى المسافة في يوم واحد ، وأحاط بطوق وأصحابه الذين بادروا الى الهرب ، فأسر طوقا واستولى على المدينة. ويقال ان يعقوب لما نزع خفه من رجله تناثرت منه كسر خبز يابسة ، فقال : يا طوق هذا خفي لم
__________________
(٥) الكامل ٧ / ١٨٥ ، ووفيات الاعيان ٥ / ٤٤٦.
(٦) وفيات الاعيان ٥ / ٤٤٧.