يحمل أخيه الى اسحاق بن ابراهيم المصعبي ببغداد وأمره أن يفعل به ما فعل بأخيه بابك ، وصلب في الجانب الشرقي بين الجسرين (١).
وكان المعتصم بالله يجزى الافشين في أثناء حربه مع بابك ، سوى الارزاق والانزال والمعاون ، في كل يوم يركب فيه عشرة آلاف درهم ، وفي كل يوم لا يركب فيه خمسة آلاف درهم (٢). كما كان كثير الاهتمام بسير الحرب دائم الاتصال بقيادتها. ولشدة اهتمامه باخباره ولفساد الطريق بالثلج وغيره رتب بريدا خاصا ليوافيه بالاخبار يوميا. فجعل من سامرا الى حلوان خيلا مضمرة ، على رأس كل فرسخ فرسا معه مجر مرتب ، فكان يركض بالخبر ركضا حتى يؤديه الى الذي يليه يدا بيد. وكذلك رتب الخيول بعد حلوان الى اذربيجان ، فكانت يركض بها يوما أو يومين ثم تبدل. كما اقام دبادبة على رؤوس الجبال بالليل والنهار فيشعروا اذا وصلهم الخبر ، ليتهيأ الذي يليهم ، وبذا كان البريد يصل من عسكر الافشين الى سامرا في أربعة أيام أو أقل (٣).
لقد ارتفعت منزلة الافشين بعد انتصاره على بابك وقضائه على حركته التي شغلت الدولة قرابة اثنتين وعشرين سنة. فتوجه المعتصم بالله وألبسه وشاحين بالجوهر ، ووصله بعشرين ألف ألف درهم ، منها عشرة آلاف ألف درهم صلة ، وعشرة آلاف ألف درهم بضرقها في عسكره ، وعقد له على السند (٤). وفي ذلك يقول اسحاق بن خلف الشاعر في قصيدته التي مدح بها المعتصم بالله ، وأشاد بالافشين (٥) :
__________________
(٦٣) الطبري ٩ / ٥٤.
(٦٤) نفس المصدر.
(٦٥) الطبري ٩ / ٥٢.
(٦٦) الطبري ٩ / ٥٥ ، والكامل ٦ / ٤٧٨ وفيه انه وصله بعشرين ألف ألف درهم وعشرة الاف ألف درهم يفرقها في عسكره.
(٦٧) الاخبار الطوال / ٣٤١.